دوري.نت
الأخبار

السواب، التمديد، ورسوم التبييت – ما يجب أن يعرفه كل متداول

دوري.نت

في عالم التداول بالعقود مقابل الفروقات (CFDs)، قد تكون بعض المصطلحات التقنية مربكة في البداية، خاصة للمبتدئين. لكن من بين كل هذه المفاهيم، تبقى "رسوم التبييت" أو ما يعرف بـ "السواب" من أكثر العناصر التي يغفل عنها المتداولون رغم تأثيرها المباشر على نتائجهم المالية، خصوصًا في الصفقات التي تبقى مفتوحة لأكثر من يوم تداول واحد.

فهمك العميق لهذه الرسوم يمكن أن يصنع فرقًا حقيقيًا في استراتيجية التداول الخاصة بك، بل قد يكون الفارق بين صفقة مربحة وأخرى تنتهي بخسارة غير متوقعة.

ما هو السواب؟ أساس المفهوم

السواب (Swap) أو رسوم التبييت، هي تكلفة أو فائدة يتم تحصيلها أو دفعها عند ترك الصفقة مفتوحة طوال الليل. هذه الرسوم تُطبق غالبًا على تداول العملات الأجنبية، ولكنها قد تظهر أيضًا في تداول العقود مقابل الفروقات على المؤشرات أو السلع أو حتى الأسهم.

ولأن التداول عبر العقود مقابل الفروقات لا يتضمن امتلاك الأصل نفسه، فإن الوسيط يقوم بـ"تمديد" الصفقة من يوم لآخر — ما يُعرف اصطلاحًا بـ**تمديد** — ويتضمن ذلك إجراء تسوية مالية بناءً على الفروقات بين أسعار الفائدة في العملتين المتداول عليهما (في حالة الفوركس)، أو تكلفة تمويل مركزك المفتوح في أدوات مالية أخرى.

كيف يتم حساب رسوم التبييت؟

الأمر ليس عشوائيًا، بل يخضع لمعادلات محددة. في تداول الفوركس عبر العقود مقابل الفروقات، تُحسب رسوم التبييت اعتمادًا على فرق أسعار الفائدة بين العملتين في الزوج الذي تتداوله.

إذا اشتريت عملة ذات فائدة أعلى مقابل عملة ذات فائدة منخفضة، فقد تحصل على فائدة تُضاف إلى حسابك. أما إذا حدث العكس — أي اشتريت عملة منخفضة الفائدة مقابل عملة أعلى — فستُخصم الرسوم منك.

في تداول الأسهم أو المؤشرات عبر العقود مقابل الفروقات، يتم حساب التمديد استنادًا إلى معدل التمويل الذي يحدده الوسيط (غالبًا ما يكون مرتبطًا بمعدل فائدة بين البنوك مثل LIBOR أو SOFR)، مضافًا إليه هامش بسيط.

لماذا تختلف رسوم التبييت بين وسطاء التداول؟

رغم أن المبدأ العام لرسوم التبييت واحد، إلا أن الفروقات بين وسطاء التداول قد تكون كبيرة. بعض الوسطاء يضيفون هامشًا أكبر على سعر الفائدة المرجعي، بينما آخرون يوفرون شروطًا أكثر تنافسية. كما أن توقيت تطبيق الرسوم (عادةً الساعة 5 مساءً بتوقيت نيويورك) وعدد الأيام المحتسبة قد يختلف.

على سبيل المثال، في عطلات نهاية الأسبوع يتم تطبيق رسوم تبييت ثلاثية يوم الأربعاء لتعويض غياب التداول يومي السبت والأحد، وهذه التفاصيل يمكن أن تُحدث تأثيرًا كبيرًا على مراكز طويلة المدى.

كيف تؤثر رسوم التبييت على استراتيجيتك؟

هنا تظهر الأهمية الحقيقية لفهم هذا المفهوم. رسوم التبييت يمكن أن تآكل أرباحك ببطء إذا لم تكن تأخذها بعين الاعتبار ضمن خطة التداول الخاصة بك.

المتداولون على المدى القصير قد لا يشعرون بتأثير هذه الرسوم كثيرًا، إذ غالبًا ما يغلقون مراكزهم قبل نهاية اليوم. أما من يعتمدون على الصفقات طويلة الأجل — خاصة في تداول العملات أو المؤشرات — فهم بحاجة ماسة إلى إدخال رسوم التبييت ضمن حساباتهم، لأنها قد تتحول إلى عبء كبير أو مكافأة إضافية بحسب اتجاه الصفقة.

الحسابات الإسلامية ورسوم التبييت

في دول الخليج، يُراعي العديد من الوسطاء متطلبات المتداولين المسلمين من خلال تقديم ما يُعرف بـ "حسابات إسلامية" — وهي حسابات تُعفى من رسوم التبييت بما يتماشى مع أحكام الشريعة الإسلامية.

لكن يجدر بالذكر أن بعض الوسطاء قد يفرضون رسوماً إدارية بديلة على الحسابات الإسلامية، لذلك من الضروري قراءة التفاصيل الدقيقة في شروط الخدمة.

نصائح عملية لإدارة رسوم التبييت بذكاء

  1. اعرف توقيت التمديد: تأكد من متى يتم تنفيذ التمديد في منصة التداول الخاصة بك، لتقرر ما إذا كنت ترغب في الإبقاء على الصفقة أم لا.

  2. اختر الأداة بعناية: بعض أدوات العقود مقابل الفروقات تكون رسوم التبييت عليها مرتفعة نسبيًا. راجع التفاصيل قبل الدخول.

  3. استخدم الحساب التجريبي: جرب تداولاتك في بيئة بدون مخاطرة لترى كيف تؤثر رسوم التبييت على أدائك، قبل الانتقال للحساب الحقيقي.

  4. راقب الاستراتيجيات طويلة الأجل: إذا كنت تخطط للاحتفاظ بمركزك لأيام أو أسابيع، ضُمّن رسوم التبييت ضمن حساباتك للربح والخسارة.